تكمن صعوبة التواصل مع مشاعرنا بأنها غير ملموسة ولهذا يصعب علينا في أحيان كثيرة التواصل مع مشاعر اطفالنا أو حتى مع مشاعرنا وخاصة إذا كنّا قد تلقينا تربية صارمة ومبنية على الطاعة ولم يتم توفير مساحة امنة لمشاعرنا.
لهذا من المهم التوقف والسؤال عن ماذا أشعر الان؟ ماذا يشعر ابني؟ التواصل مع مشاعرنا عنصر مهم للتواصل مع مشاعر أطفالنا. عندما نتواصل مع مشاعرنا يسهل علينا مساعدة أطفالنا بالتواصل مع مشاعرهم ... يتم هذا التواصل بالتوقف والتأمل بأجسادنا وأحاسيسنا ومحاولة تسمية شعورنا... تسمية الشعور واستعمال اللغة العاطفية في حياتنا هو أمر أساسي ومهم للتواصل الاعمق مع ذواتنا...عندما يتواصل الفرد مع نفسه يَسهل عليه التعبير عن احتياجاته وبهذا يُحسّن من جودة التواصل مع الاخرين ومن جودة علاقاته وصداقاته....
عادةً يسهل علينا التواصل مع المشاعر الايجابية كالسعادة والحب والفرح وفي المقابل يصعب علينا تَقبل المشاعر السلبية وإعطائها الشرعية والمساحة الامنة للتعبير والانطلاق مثل مشاعر الغضب والحزن والغيرة والخوف .... عدم تقبل هذه المشاعر يؤدي الى بلبلة نفسية ما بين شعوره وما بين رفض هذا الشعور عند البالغين الذين يقومون بإلغائه بشكل عفوي مثل: "لا يوجد ما يخيف، لماذا تبكي؟" أو "لا يحق لك ان تغضب، الامر لا يستحق" ... وهنا نقوم بتشويش قناة التواصل بين الطفل ومشاعره ... لهذا من المهم الانتباه لردود أفعالنا ونحاول ان نتعامل مع اطفالنا ومشاعرهم على انها تستحق الاهتمام وهم اشخاص مهمين ولهذا نهتم بالإصغاء لهم ولما يدور في افكارهم واحاسيسهم.
من أهم الوسائل لمساعدة الاطفال في التعرّف والتواصل مع مشاعرهم ومشاعر الاخرين هي القصص، بعض التوصيات لهذه النوعية من القصص ولأجيال مختلفة:
الى اين اذهب عندما اغضب: قصة علاجية مناسبة من جيل ال 3 سنوات حتى جيل ال 7 سنوات. الغضب من المشاعر الأساسية التي يشعر بها الطفل، كلما كبر الطفل اتّخذ هذا الشّعور أشكالاً عديدة وحجمًا أكبر، من هنا نقدم لكم هذه القصة لتسرد لأطفالنا ما هو شعور الغضب، شرعية الشعور بالغضب كبارا وصغارا، والاهم تزودنا الكاتبة بطرق سلوكية مختلفة للتعامل معه.
خويف: اخترنا قصة خويف لما فيها من مضامين علاجية تحادث الخوف وتخاطبه لتتصالح وتتعايش معه بأسلوب أكثر من رائع. يخاف ليث من كل شيء حتى من ظلّه! وفي يوم يصبح صديقًا مع وحش كان أيضًا يخاف مثله... يقرّر الاثنان التخلص من خوفهما والتغلب عليه. مغامرات شيقة، سيعيشها الطفل مع ليث والوحش خلال محاولاتهما تجاوز مخاوفهما. قصة تتحدث عن التغلب على الخوف وتعزّز الثقة بالنفس. مناسبة للأجيال 10 - 4.
حقيبة كبيرة من الهموم: عن القلق الذي يثقل كاهل الطفلة مَلَك ... شجار أهلها وسفر صديقتها ... وزنها ... همس الأصدقاء ... الحروب والقنابل ... والكثير الكثير من الأمور التي تقلقها وتثقل حقيبتها التي أصبح من الصعب حملها والمشي بها ... قصة علاجية رائعة مناسبة ابتداءً من جيل الست سنوات وللكبار كأداة علاجية .
عصفورة النفس: هذه القصة تحكي عن خبايا النفس من مشاعر بطريقة جميلة وجذابة. وتعتبر قصة علاجية من عالم الطفل، من خلالها تكون الاطلالة على مخاوفه وطموحاته وهمومه وخيالاته واسئلته ومشاعره. من خلال عصفورة النفس تم الشرح مثلا، كيف لهذه العصفورة ان تفتح درج السعادة او درج الحزن. هذه القصة هي وسيلة لفهم أنفسنا وإدارة مشاعرنا. مناسبة من جيل 5 سنوات حتى جيل ال 99 وهي أداة علاجية أكثر من رائعة لجمهور المعالجين، المستشارين، المدربين والمربين والاهل الاعزاء.
أنا وخوف: لا تعرف الفتاة الصغيرة أحدًا غير صديقَتِها القديمة السرِّية «خَوف». تلازمها «خَوف»، وتبدأ تكبر كل يوم، فتبعدها أكثر فأكثر عن الآخرين. بأيِّ حال، هي لا تفهمهم؛ هم لا يشبهونها... ولكن هل هم حقًّا مختلفون؟ وهل تكفي رسمة أو بسمة لتجعلها ترى وتفهم؟
قصَّة معبِّرة تروي بكثير من الدقَّة والرقَّة تجربة إنسانية حقيقية، فتعطي القارئ الصغير شرعية الخوف - شعور عالمي موجود عند جميع البشر بأحجام وأشكال مختلفة... يكبر ويصغر... قصة رائعة.
مُخيف: كتاب علاجي يوّضح أهمية الخوف ووظيفته في حمايتنا وكذلك يوّضح الحالات التي يتحوّل بها الخوف إلى هلع وخوف من أمور ليست مخيفة. كذلك يوّضح أهمية مواجهة الخوف والشفاء عبر الخوف وليس بالامتناع منه.... بأسلوب جدًا مهني ومن خلال مواضيع حيوية تُخيف الكثير من الاطفال حول العالم... كتاب مهم لكل المعالجين والمؤسسات العلاجية والأهل الاعزاء. يشمل ارشاد وأنشطة هادفة بموضوع الخوف. مناسب للأجيال 5 حتى 10 سنوات. من الخوف الى الشجاعة.